خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح 00962779839388

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

تاخر النوم

تاخر النوم مرض المتلازمة

نتيجة بحث الصور عن تاخر النوم مرضيعاني المراهقون من اضطرابات في تأخر ميعاد نومهم الأمر الذي يتسبب لهم في قدر كبير من الأرق والتعب،  حيث يفضلون السهر ليلا حتى ساعات متأخرة ويجدون بعد ذلك صعوبة في الاستيقاظ في الصباح، مما يسبب لهم العديد من المشكلات في تحصيلهم العلمي، أو في عملهم إن كانوا يعملون، حيث تعرف هذه  الحالة باسم Delayed Sleep Phase Syndrome وتكون بسبب الاضطراب في الساعة البيولوجية للجسم.
ما هو النوم؟
النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة، فعندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاط كهربائي معين، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير.. ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. 
فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل لكل منها دورها، فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم.. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار، وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه، والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة.
وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملة.
هل يتغير النوم مع تقدم السن؟
مع نمو الأطفال فإن نومهم يتغير تدريجياً ولكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة البلوغ (حوالي العشرين عاماً من العمر) فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم لا تتغير مع تقدم العمر، ولكن في المقابل فإن طبيعة وجودة النوم تتغير كلماً تقدم بنا العمر. 
فعند كبار السن يصبح النوم خفيفاً وأقل فعالية وأقل راحة، ذلك كله بالرغم من عدم تغير ساعات النوم، والسبب في ذلك يعود إلى أن نسبة كل مرحلة من مراحل النوم السابقة تتغير مع تقدم السن.
فعندما يبلغ الرجل حوالي سن 50 سنة والسيدة حوالي 60 سنة، فإن نسبة النوم العميق (مرحلة 3-4) تكون قد وصلت عادة إلى نسبة بسيطة جداً من وقت النوم، وعند البعض قد تختفي تماماً، فتجد الأشخاص في هذا السن أسرع استيقاظاً نتيجة للضوضاء الخارجية مقارنة بصغار السن، فبالرغم من عدم التغيير الكبير في عدد ساعات النوم مع تقدم السن إلا أن طبيعة النوم تختلف، فيصبح النوم خفيفاً ومتقطعاً طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس خلال النهار الذي يصيب الكثير من كبار السن.
ما هي الساعة البيولوجية؟
كل إنسان لديه ما يعرف بالساعة الحيوية التي تنظم وقت النوم ووقت الشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم.
 وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في 24 ساعة بالإيقاع اليومي، ففي الطفولة وقبل وصول مرحلة المراهقة تقود الساعة البيولوجية الأطفال للنوم في الساعة من 8 إلى 9 مساء ولكن مع دخول سن البلوغ ودخول مرحلة المراهقة تتغير هذه العملية عند البعض فلا يشعرون بالنوم حتى الساعة الـ11 مساء أو بعد ذلك. 
كما أن رغبة البعض في البقاء مستيقظًا ليلا للمذاكرة أو لمجرد السهر مع الأقارب والأصدقاء يزيد المشكلة أو يسبب ظهورها بشكل واضح، ويمكن بشكل آخر تعريف الساعة الحيوية بأنها قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة (عادة بالليل) إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى (عادة وقت النهار)، وتتحكم عدة عوامل خارجية أهمها الضوء والضجيج في المحافظة على انضباط الإيقاع اليومي للجسم أو ساعاته البيولوجية، ويصاحب ذلك تغير في عدد كبير من وظائف الجسم التي قد تكون أنشط بالنهار منها بالليل ويزداد إفراز هرمون النوم (الميلاتونين) بالليل ويقل بالنهار، ولكن عند المصابين بهذا الاضطراب تنعكس الآية، فالتعرض للضوء يخفض مستوى هرمون النوم في الدم؛ حيث إن هرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ وهي مرتبطة بعصب النظر لذلك فالتعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون.  
تأثيرات المشكلة:
وقد أظهرت الأبحاث أن الشباب في سن المراهقة يحتاجون لنحو 9 ساعات من النوم يوميًا للمحافظة على درجة جيدة من التركيز والاستيقاظ، ولكن الواقع مختلف تمامًا؛ حيث أظهر مسح أجري في أمريكا أن أكثر من ربع المراهقين في الواقع ينامون ما معدله 6.5 ساعة يوميًا حيث يعتبر المراهقون أن المذاكرة أو قضاء وقت مع الأصدقاء أو اللعب على ألعاب الفيديو حتى ساعات متأخرة أهم من النوم المبكر.
وما سبق يسبب نقصًا حادًا في النوم، وفي حال استمرار المشكلة يتحول نقص النوم إلى مزمن مما ينعكس على المراهق بشكل سيئ؛ حيث إن نقص النوم يسبب نقص التركيز ومن ثم التحصيل العلمي، ويسبب كذلك تعكر المزاج والاضطرابات السلوكية، كما أنه يتسبب في حوادث السيارات. 
وفي بعض الحالات كما أشاهد في العيادة قد يهدد هذا الاضطراب مستقبل الشاب أو الفتاة؛ حيث إنه قد يؤثر في تحصيلهم العلمي بشكل كبير ويحد من طموحاتهم التعليمية أو نجاحهم واستمراريتهم في أعمالهم.
وبسبب هذا الاضطراب لا يحصل الكثير من المصابين على نوم كافٍ خلال أيام الأسبوع؛ لذلك يعوضون هذا النقص في عطلة نهاية الأسبوع بالنوم حتى ساعة متأخرة من النهار مما يزيد المشكلة؛ حيث إن الساعة الحيوية في جسم المصاب بهذه الصورة تتعود النوم حتى ساعة متأخرة من النهار والاستيقاظ بالليل، وهذا يدخل المصاب في حلقة مفرغة. 
ويجبر بعض الآباء أبناءهم المصابين بهذا الاضطراب على الذهاب إلى غرفة النوم مبكرًا، ولكن هذا لا يحل المشكلة حيث يبقى المصاب مستيقظًا في فراشه لساعات طويلة دون القدرة على النوم.

كيف يمكن مساعدة المصاب؟
لهذا الاضطراب علاج  مجدي في كثير من الحالات ولكن نجاح العلاج يتطلب ثلاثة أمور:
1- الالتزام التام بنظام العلاج.
2- العزيمة القوية لدى المصاب.
3- تعاون الأهل والأصدقاء مع المصاب.
العلاج بالضوء:
 كما ذكرنا سابقًا فإن الضوء هو العامل الأساس في تحديد الساعة الحيوية في الجسم لذلك يطلب من المصاب التعرض لضوء قوي عند الاستيقاظ لمدة ساعة كل يوم، وهذا لا يعني البقاء تحت الشمس ولكن الجلوس إلى جانب نافذة قريبة من شروق الشمس أو استخدام ضوء صناعي قوي يعتبر أساسا للعلاج، وهذا مدعوم بأبحاث علمية كثيرة كما يمكن للمصاب الاستفادة من وقته بالمذاكرة أو القراءة خلال التعرض للضوء، في المقابل ننصح المصابين بأن تكون الإضاءة خافتة ومريحة قبل وقت النوم بساعة أو ساعتين.
الالتزام بمواعيد النوم والاستيقاظ: 
وهذا أصعب ما يواجهنا في علاج المصابين؛ حيث من المهم الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، ونحن نجد أن بعض المصابين يلتزم بالنظام خلال أيام الأسبوع ولكنه يعود للسهر في عطلة نهاية الأسبوع بسبب الالتزامات الاجتماعية، أو الرغبة في السهر وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء مما يسبب فشل البرنامج العلاجي.
تعديل السلوكيات:
من المهم أن يلتزم المصاب بروتين ثابت من حيث مواعيد الأكل والرياضة، كما يجب الاسترخاء قبل وقت النوم بساعة أو ساعتين، والحد من الأنشطة التي تنشط وتثير المخ قبل النوم بساعة مثل العمل على الكمبيوتر أو الحديث في الهاتف أو ألعاب الفيديو، كما يجب إبعاد جهاز التلفزيون من غرفة المصاب.
الغفوات النهارية:
 يعوض الكثير من المصابين نقص نوم الليل بغفوات طويلة في النهار، وهذا يزيد المشكلة ويسبب عدم القدرة على النوم بالليل، فإن كان ولابد من الغفوة فيجب ألا تزيد على نصف ساعة، وهذا يتطلب عزيمة المصاب وتعاون الأهل.
المنبهات:
 يجب عدم الإكثار من المنبهات بجميع أنواعها وعدم تناول أي منها بعد الظهر؛ لأن مفعولها قد يستمر حتى الليل ويسبب عدم القدرة على النوم ليلا.
تعديل وقت النوم: 
من الصعوبات التي تواجه المصاب كيفية تعديل وقت النوم في بداية العلاج، ونحن نعلم أنه لا يمكن إجبار المصاب على النوم مبكرًا عند بدء العلاج؛ حيث إن التأثير يحتاج إلى بعض الوقت، لذلك ننصح أهل المصاب في بداية العلاج بأن يتركوا لابنهم الحرية بأن ينام ليلا عند شعوره بالنوم، ولكن لا بد من إيقاظه صباحًا في وقت ثابت بغض النظر عن عدد ساعات النوم التي قضاها، وبعد ذلك محاولة تقديم وقت النوم ليليًا من 10 إلى 15 دقيقة كل ليلة حتى يصبح وقت النوم مناسبًا لالتزامات المصاب النهارية، بحيث يحصل على عدد ساعات نوم كافية ومن ثم الانتظام في الأمور العلاجية التي ذكرت أعلاه للمحافظة على انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ.
مراحل النوم
هناك خمس مراحل للنوم، أربع منها لا تتحرك فيهما العين بسرعة (non-REM) وواحدة تتحرك فيها العين بسرعة (REM)، وقد يصاحب حركة العين السريعة تغيرات فسيولوجية واسعة النطاق، مثل تسارع التنفس وزيادة نشاط المخ وحركة العين والاسترخاء العضلي، والشخص يحلم في مرحة حركة العين السريعة بسبب زيادة نشاط المخ وشلل العضلات الإرادية.
مرحلة الاستيقاظ (قبل المرحلة الأولى):
يشار لمرحلة الاستيقاظ أنها راحة أثناء كامل الوعي، ففي هذه المرحلة يستعد الجسم للنوم.. فجميع الناس ينامون وعضلاتهم متوترة وعيونهم تتحرك بعصبية، ثم عندما يبدأ الشخص بالنعاس يبدأ الجسم بالتباطؤ والعضلات تبدأ بالتراخي وحركة العينين تبطأ بشكل كبير.
المرحلة الأولى 
و تسمى هذه المرحلة بمرحلة الخمول، خصوصا إذا كان الشخص سيكمل نومه، وقد أظهرت الدراسات أن النشاط يقل بنسبة 50% بالانتقال من مرحلة الاستيقاظ إلى المرحلة الأولى، ويكون الشخص في هذه المرحلة مغمض العينين، وقد يشعر الشخص أنه غير نائم وقد تستغرق هذه الفترة من 5 إلى 10 دقائق.
المرحلة الثانية 
وهي مرحلة النوم الخفيف، دقات القلب تتباطأ ودرجة حرارة الجسم تقل والجسم يستعد للدخول لمرحلة النوم العميق.
المرحلة الثالثة والرابعة 
وهما مرحلتا النوم العميق، والمرحلة الرابعة أكثر عمقا من الثالثة.
مراحل الـ (non-REM):
وهي من المرحلة الأولى إلى الرابعة، وتستغرق في مجملها من 90 إلى 120 دقيقة، كل مرحلة تستغرق من 5 إلى 15 دقيقة، وللعلم فإن المرحلتين الثانية والثالثة تتكرران قبل الدخول في الـ (REM)، فتكون السلسلة كالآتي: مرحلة الاستيقاظ، المرحلة 1، المرحلة 2، المرحلة 3، المرحلة 4، المرحلة 3، المرحلة 2.
المرحلة الخامسة
تتميز هذه المرحلة عن المراحل السابقة بأن بها تغيرات فسيولوجية، خصوصا حركة العين السريعة. ففي حالات النوم العادية (الأشخاص الغير مصابين بأمراض نوم ) يلاحظ تسارع دقات قلوبهم والتنفس، بينما تبدأ الأصابع والأقدام والوجه بالحركة، وفي هذه المرحلة تحدث الأحلام بسبب زيادة نشاط المخ، ولكن يحدث في هذه المرحلة شللا لعضلات الجسم الإرادية بما فيها عضلات الذقن والرقبة.
وقد تستغرق المراحل الخمس 100 دقيقة لإتمام دورة كاملة (أي أن المرحلة الخامسة تستمر لحدود 10 دقائق)، وأي دورة تليها تكون أطول من سابقتها حيث تكون الزيادة في المرحلة الخامسة، فمن الممكن أن يكمل الشخص 5 دورات في ليلة واحدة. 
نصائح هامة لنوم صحي
- الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة وثابتة من أهم مقومات عادات النوم السليم الصحي.
- الجسم يحتاج إلى الاسترخاء لمدة ساعة على الأقل بعد بذل أي مجهود عقلي أو عضلي وقبل الذهاب إلى النوم، فالقرار المفاجئ بالنوم لا يعنى بالضرورة أن الجسم مستعد للاستغراق في النوم.
- اللجوء إلى النوم خلال النهار عادة ما يفقد الجسم قدرته على استعادة نشاطه بشكل سليم.
- النوم في أثناء النهار يسبب الأرق وفقدان القدرة على التركيز، بل وقد يسبب بعض المتاعب الجسدية.
- القيام ببعض التمارين الخفيفة والمتركزة على جزء واحد من الجسم كتمارين أصابع القدم مثلا يركز المجهود على جزء بسيط من الجسم، ويرخي باقي أجزاء الجسم مما يساعد على استرخائه.
- الاستحمام بماء دافئ قبل النوم يساعد على استرخاء الجسم وإزالة الضغوط عنه.
- من المهم عدم الذهاب إلى السرير بمعدة خاوية تماما، فمحاولة النوم مع الإحساس بالجوع تطير النوم من الجفون، وتناول وجبة خفيفة ككوب من الحليب الدافئ مع قطعة من البسكويت أو شرب الأعشاب كالنعناع أو البابونج الدافئ يساعد على الاسترخاء.
- وعلى النقيض مما ذكرنا، فإن تناول وجبات دسمة قبل الذهاب إلى النوم مباشرة يمكن أن يؤدي إلى ارتباك النوم بسبب عدم هضم الطعام جيدا؛ فالطعام الدسم يثير إفراز أحماض المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بحرقة في المعدة بعد الاستلقاء وبالتالي عدم القدرة على النوم.
- قبل الخلود إلى النوم يجب إلقاء كل المشاكل والأفكار التي تشغل البال خارج غرفة النوم، فالتفكير المستمر في حل القضايا والمشاكل اليومية يجعل العقل في حاله نشطة، وبالتالي يفقده القدرة على الاسترخاء.
- هدوء المكان وسكينة الأجواء المحيطة من أهم مقومات النوم السليم.
- في حال عدم القدرة على النوم لمدة تتجاوز 20 دقيقة، ابتعد عن السرير لفترة ثم كرر المحاولة مرة أخرى.
- الأنوار والأضواء الساطعة تحفز المخ على الاستيقاظ لذا يجب اجتنابها قدر الإمكان.
- قراءة كتاب أو قصة ليست مشوقة تبعث الملل في النفس تساعد على النوم، لكن قراءة شيء محبب ومشوق يزيد من يقظة المخ، ويدعوه للتركيز والتفكير، وبالتالي يطير النوم.
- عدم مشاهدة التلفزيون أثناء محاولة الخلود إلى النوم.
- عند انعدام القدرة على النوم، يمكن اللجوء إلى بعض الحيل القديمة كعد الأرقام أو الخراف، أو تخيل منظر طبيعي جميل هادئ يبعث الطمأنينة والهدوء في النفس ويساعد على استرخاء العقل والجسم














السبت، 22 سبتمبر 2018

النسيان الشامل العابر

النسيان الشامل العابر
الأعراض والأسباب

التشخيص والعلاج

فقدان الذاكرة الشامل العابر عبارة عن نوبة مفاجئة ومؤقتة من فقدان الذاكرة التي لا يمكن أن تعزى إلى حالة عصبية أكثر شيوعًا، مثل الصرع أو السكتة الدماغية.

حينما تتعرض لنوبة النسيان الشامل العابر، فإنك ستفقد قدرتك على تذكر الأحداث التي وقعت في وقت قريب، ولذلك ستجد نفسك عاجزًا عن تذكر المكان الذي تتواجد فيه أو كيف وصلت إليه. إضافةً إلى ذلك، قد لا تستطيع تذكر أي شيء عن الأحداث التي تجري في المكان الذي تتواجد فيه في تلك اللحظات. ونتيجة لذلك، قد تواصل تكرار طرح الأسئلة ذاتها لأنك لا تتذكر الإجابات التي حصلت عليها للتو. ومن المحتمل أيضًا أن تفشل في استرجاع الأحداث التي مررت بها قبل يوم أو شهر أو حتى عام مضى حين تُسأل عنها.


في حالة إصابتك بالنسيان الشامل العابر، ستتمكن من تذكر هويتك جيدًا، وستدرك كذلك هوية الأشخاص الذين تعرفهم. ولكن لن يمنع ذلك حقيقة أن فقدانك للذاكرة أمر شديد الإزعاج.

ومن الجيد معرفة أن النسيان الشامل العابر حالة نادرة الحدوث، كما أنها لا تسبب ضررًا لمن أصيب بها، ومن الصعب تكرار حدوثها. وعادةً ما تأتي النوبات بصورة عابرة، وبعد انتهائها تعود الذاكرة لحالتها السليمة.

الأعراض
يتم الكشف عن النسيان الشامل العابر من خلال أعراضه الرئيسية وهي عدم القدرة على بناء ذكريات جديدة وتذكر الأحداث التي وقعت مؤخرًا. بمجرد تأكيد هذه الأعراض، فمن المهم استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للنسيان.

الأعراض اللازمة للتشخيص
يستند تشخيص أخصائيي الرعاية الصحية للنسيان الشامل العابر على العلامات والأعراض التالية:

فقدان الذاكرة المفاجئ الذي يؤكده شاهد
الاحتفاظ بالهوية الشخصية رغم فقدان الذاكرة
الإدراك العادي، مثل القدرة على ملاحظة وتسمية الأشياء العادية بأسمائها واتباع التوجيهات البسيطة
غياب العلامات الدالة على تلف منطقة محددة من الدماغ مثل شلل الأطراف، الحركة اللاإرادية أو ضعف القدرة على التعرف على الكلمات
أعراض إضافية وتاريخ يستند إليهما تشخيص النسيان الشامل العابر:

مدة لا تزيد عن 24 ساعة للنسيان وتكون عادة أقصر
عودة الذاكرة تدريجيًا
عدم وجود دليل على حدوث نوبات أثناء فترة النسيان
لا تاريخ من الإصابة بالصرع النشط
إلى جانب هذه العلامات والأعراض، فمن السمات الشائعة التي تميز النسيان الشامل العابر طرح أسئلة متكررة هي عادة السؤال نفسه — على سبيل المثال، "ماذا أفعل هنا؟" أو "كيف وصلت إلى هنا؟"

متى تزور الطبيب
اطلب رعاية طبية فورًا لأي شخص ينتقل من الإدراك العادي للواقع الحاضر إلى الشعور بالارتباك حيال ما حدث توًا. إذا كان الشخص المصاب بفقدان الذاكرة يشعر بالتوهان لحد يمنعه من الاتصال بالإسعاف، فاتصل به بنفسك.

رغم أن النسيان الشامل العابر ليس ضارًا، فليس هناك وسيلة سهلة لتمييزه عن أمراض مهددة للحياة قد تسبب بدورها فقدان ذاكرة مفاجئ. بالواقع، احتمالية حدوث النسيان المفاجئ بسبب سكتة دماغية أو نوبة أكبر من احتمالية حدوثه بسبب النسيان العابر الشامل. يُعد التقييم الطبي الوسيلة الوحيدة لتحديد سبب فقدان الذاكرة المفاجئ.

الأسباب
يُعد السبب الكامن للإصابة بالنسيان الشامل العابر غير معروف. يبدو أن هناك صلة بين فقدان النسيان الشامل العابر ووجود تاريخ من نوبات الصداع النصفي، على الرغم من أن العوامل الكامنة التي تسهم في كلا الحالتين غير مفهومة تمامًا.

تتضمن الأحداث الأكثر شيوعًا التي قد تثير النسيان الشامل العابر التي تم الإبلاغ عنها ما يلي:

الغمر المفاجئ في الماء الساخن أو البارد
النشاط البدني المرهق
المعاشرة الجنسية
الإجراءات الطبية، مثل تصوير الأوعية أو التنظير
رضح الرأس الخفيف
ضغط عاطفي حاد، الذي يمكن أن تثيره الأخبار السيئة أو الصراع أو الإجهاد
عوامل الخطر
ومن المثير للاهتمام أن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول — اللذان يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالسكتة الدماغية — لا يعدان عوامل خطورة للنسيان العابر الشامل. قد لا يبدو أن الجنس يُسبب خطرًا أيضًا.

من أخطر العوامل الواضحة:

العمر. تتعرض الفئة العمرية 50 عامًا فأكثر لخطر النسيان الشامل العابر أكثر من الصغار.
تاريخ من نوبات الصداع النصفي. إذا كنت تعاني الصداع النصفي، يزداد خطر تعرضك للنسيان الشامل العابر أكثر ممن لا يعانونه.
المضاعفات
ليس للنسيان الشامل العابر مضاعفات مباشرة، ولكنه يمكن أن يسبب الضغط العاطفي. إن أصبت بإحدى النوبات، فإن الفجوة في ذاكرتك قد تكون مزعزعة، وستقلق على الأرجح بخصوص معاودة الإصابة بها.

كذلك، فإن عرضًا دراميًا كفقد الذاكرة غالبًا ما يشير إلى مرض كامن خطير. يمثل النسيان الشامل العابر استثناءً، ولكن يمكن أن يكون من الصعب التخلص من خوفك أن تكون مصابًا بورم أو عانيت سكتة دماغية.

إن احتجت إلى الطمأنة، فاطلب من طبيبك أن يراجع معك نتائج فحصك العصبي واختباراتك التشخيصية. يمكن أن يساعدك استشاري أو معالج نفسي في التعامل مع القلق المستمر. والأهم من ذلك، أن النسيان الشامل العابر ليس عامل خطر للسكتة الدماغية.

الوقاية
حيث إن سبب فقدان الذاكرة العام المؤقت غير معروف ومعدل تكرارها منخفض، فلا توجد مقاربات للوقاية من الإصابة بها. إذا كان فقدان الذاكرة العام المؤقت للمريض قد جاء بعد نشاط محدد، مثل التمرين الرياضي المكثف أو السباحة في بحيرة باردة، فإنه يجب أن يتحدث المريض مع الطبيب عن الحد من النشاط الذي يحفز فقدان الذاكرة أو تجنبه



جميع الحقوق محفوظة لــ الباركنسون - خبير الاعشاب
تعريب وتطوير ( ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates